الحب أو العاطفة خط شديد العمق في النفس الإنسانية كما ذكر محمد قطب في كتابه وهذه المشاعر قد تختلف من شخص لأخر وقد تختلف الأسباب فقد يحب الإنسان شخصاً لا يرجوه لشيء معين وقد يكره شيئاً أو شخصاً بدون سبب وربما يحب آخر لأن هناك امتزاج وتوافق بين كلا الطرفين . وفي الوقت ذاته قد يحب الإنسان شيئاً يخافه كما يحب الإنسان المخاطر وقد يكره شيئاً ويرجوه كما يرجو لنفسه السلامة في موقف معين . ومن العسير وصف هذه المشاعر التي تختلج النفس البشرية وهي من بديهيات النفس التي لا تحتاج إلى وصف وإنما يدركها كل إنسان كما يدرك الجوع والعطش واللذه والألم بمجرد أن يمارسها في واقع كيانه . وبما كنت الجاذبية في الطبيعة وهي ظاهرة تجاذب الأجسام هي أقرب الصور للحب والكره . وهناك في هذا الشأن مشابهة عجيبة بين الجاذبية وقوانينها في الطبيعة وبين الحب والكره كما ذكر سيد قطب في كتابه دراسات في النفس الإنسانية : فالذي يرقب قطعة الحديد الموضوعه أمام المغناطيس كيف تهتز وتضطرب ثم تتجه إلى المغناطيس في قوة متزايدة حتى تلتصق به ثم يرقف كيف تهتز نفس بشرية تجاه نفس اهتزازة الحب ثم تتجه نحوها في قوة متزايدة حتى تلتق بها ولا تريد أن تفارقها . والذي يرقب تنافر القطبين المغناطيسيين كيف يهتز أحدهما أو كلاهما في حركة نفور وتباعد حتى ينتهي بهما الأمر على وضع من النفور ثم يرقب شعور الكراهيه في نفسين بشريتين . فالحب يجعل الإنسان كائناً آخر يحركه وفق مثل وقيم عليا يشعر بها أو يزرعها هذا الحب في نفسه الأجمل أن يكون هذا الحب في الله .. سامياً عن كل معاني المصلحة ولكن هناك ازدواجية غريب في حياة الإنسان حيث أنه ينتقل أحياناً بلا سبب ظاهر من حب شيء أو شخص إلى كراهيته والنفور منه فجأة تدريجياً وهذا ليست ظاهرة دائمة أو عامة عند الناس جميعاً وإنما هي حالات فردية في المشاعر.. والقرآن الكريم ذكر هذه الحالة فقال الله جل جلاله في كتابه الكريم]" واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه " سورة الأنفال (24) وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء "
وهنا نلاحظ أن :
الحب والعاطفة هما القاعدة الأساسية في ربط العلاقات بين الناس وبين العبد وخالقه لقوله عزوجل : " قل إن كنتم تحبون الله ورسولة فاتبعوني يحببكم الله "
فالعاطفة هي تجعلنا .. نحب ، نكره ، نصبر … إلخ فإذا حدث اضظراب في العطفة فمعناه أنه سيحدث اضطراب في كل كيان الإنسان ولذلك تم تعريف العاطفة في علم النفس على أنها : ( خبرة نفسية معقدة أي أنها تشتمل على كل المعاني الفكرية والعاطفية والهرمونية